KIZILAYKART Facebook


"أخفف من معاناة أطفالي المعاقين بمساعدة دعم التضامن الاجتماعي المُكمّل T-SUY"


إنّ مشروع دعم التضامن الاجتماعي المُكمّل T-SUYالذي يُموّل من قبل الاتحاد الأوروبي وينفّذ بالتعاون بين الهلال الأحمر التركي ووزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية أصبح بالنسبة للأجانب المتواجدين في بلدنا، والذين لا يمكن توجيههم إلى سوق العمل جسراً يربطهم بالحياة.


وعائلة سرناك التي شاركتنا قصة لجوئها من حلب إلى تركيا قبل 10 سنوات برفقة أطفالها الثلاثة المعاقين ذهنياً وطفلهم الرضيع البالغ شهرين من العمر، وذلك في منزلهم في ولاية كهرمان مرعش، أيضاً تستفيد من مساعدة T-SUY .


”كنّا عالقين بين أربعة جدران“


يقول الأب أحمد سرناك (47 عاماً) بأنهم اضطروا لمغادرة منزلهم الكائن في محافظة الرقة في عام 2012 ويصف تلك الأيام بأنها ”أشبه بالجحيم“ ويتابع قائلاً:


"لم يمضِ يوماً واحداً تقريباً دون وقوع قنبلة. فمن أجل البقاء على قيد الحياة كان بعض سكان المنطقة يحاولون الوصول إلى الحدود بأي مركبة تصادفهم، والبعض الآخر سيراً على الأقدام، حتى وجدنا أنفسنا فجأةً أننا بقينا عائلتين فقط في منطقتنا التي كانت مكتظة بالسكان. أمّا نحن فلم يكن لدينا أية إمكانية للتحرك، كان أطفالي الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 12 و 8 معاقين ذهنياً، وكان قد مضى على ولادة طفلنا الأخير شهران فقط. بقينا عالقين بين أربعة جدران تهزّها أصوات القنابل".


"رجلٌ لا أعرفه أبداً أنقذ عائلتي"


تمكنت عائلة سرناك من الخروج من منزلهم الذي تعرض للقصف بالقنابل بعد فترة وجيزة من فرارهم، وذلك بمساعدة رجل سوري لا يعرفونه وقتذاك أبداً، وهو أيضاً كان يحاول الوصول إلى تركيا. يعود السيد أحمد بذاكرته إلى الوراء وهو يسرد لنا قصة لجوئه ويقول:


هذا الرجل الشاب الذي سأتذكره دائماً بامتنان، علم من الأحاديث التي تدور في الوسط المحيط بنا أننا كنا محصورين في المنزل، وفي وسط كل هذا الضجيج وهذه المخاوف طرق علينا الباب وقال: ”أنا ذاهب إلى الحدود، تعالوا معي على الفور“. نظرنا أنا وزوجتي إلى بعضنا البعض للحظة وقلنا: ”ربما يتم علاج أطفالنا أيضاً“، ولم يكن هناك متسع من الوقت للتفكير، حيث كانت الطائرات تحلق في سماء المنطقة، حملنا أطفالي ووضعناهم في السيارة. وفي تلك اللحظة تركنا كل شيء وراءنا، تركنا منزلنا وكل ممتلكاتنا وذكرياتنا، وانطلقنا ولم يكن معنا حتى هوياتنا الشخصية.


"نمنا بأمانِ وطمأنينة عندما وصلنا إلى تركيا"


عندما أُحضرت العائلة إلى مركز الشرطة من أجل التسجيل قالت لهم الشرطة التركية: إننا في شهر رمضان المبارك، لنفطر معاً. وحسب تعبير السيد أحمد: إن مشاركة الشرطة معهم الطعام وتقديمها لهم ملابس جديدة هي ذكريات أخرى في الليالي الأولى لهم في تركيا ولا يمكن لهم نسيانها.


قضت العائلة تلك الليلة كباقي العائلات التي قدِمت من سورية في إحدى الخيم المئة التي نصبت في الليلة ذاتها. وبعد ذلك أمضت أياماً في ملعب في جبل النور مستخدمين مدافئ وبطانيات من أجل وقاية أنفسهم من البرد ريثما يتم استكمال إنشاء مخيم الاصلاحية. يقول السيد أحمد متذكراً تلك الأيام: بالطبع كانت مواقف صعبة جداً، لكن صدقوني بما أنه كنا نعلم أننا في تركيا وأننا لن نتعرض للقصف فكنّا نخوض في النوم ملء أعيننا.


عاشت عائلة سرناك في مخيم الاصلاحية 7 سنوات، حيث يتذكر السيد أحمد مواقف وذكريات جميلة عن حياتهم في المخيم ويقول: جزا الله الأتراك عنّا كل خير، فهم احتضنونا دائماً.


"لم يكن ابني يعرف كيف يفتح الباب"


أدّى إغلاق المخيمات في عام 2018 إلى تكيف عائلة سرناك مع حياة المدينة مرة ثانية. يقول السيد أحمد: ما أقوله يبدو غريباً، لكننا فعلاً استصعبنا جميعاً عند الانتقال من الخيمة إلى الشقة السكنية. لقد استغرق التأقلم والتعوّد على الحياة خارج المخيم وقتاً وخاصة بالنسبة لأطفالنا، حيث كان ابني محمد يحني رأسه وهو يمر من الأبواب وكأنه سوف يصطدم بعمود


الخيمة، كان يدهشه كل شيء في حياة المدينة من المباني والأصوات والأشياء، فقد تعلّم فتح الباب في سن الخامسة من عمره، لكن الحياة علمتنا فعلاً كيف نعيش ونتأقلم مع الظروف المحيطة بنا.


"أدعو لكل من كان سبباً في إيصال مساعدة T-SUY إلينا"


سمعت عائلة سرناك عن بطاقة الهلال الأحمرمن جيرانهم عندما بدأوا حياتهم الجديدة في المدينة، وتم قبول طلبهم على الفور. وبهذه المساعدة والأشغال اليومية التي يمكن أن يجدها في مجال الإنشاءات يغطي السيد أحمد مصاريف الإيجار والاحتياجات الغذائية لعائلته. وللتغلب على صعوبات الحياة التي ازدادت بدأ السيد أحمد بالعمل في الأشغال الشاقة، مما أدى إلى تشكل انزلاق غضروفي في الظهر في النقطة التي لم تعد تسمح له بالعمل. يقول السيد أحمد: في هذه الأيام بالضبط تلقت عائلتي مساعدة T-SUY، التي بفضلها نغطي احتياجاتنا الغذائية ومصاريف الإيجار وفواتير الماء والكهرباء، والأفضل من ذلك، أنه بفضل الأموال المتبقية من الاحتياجات الأساسية يمكننا شراء حفاضات لأطفالي الثلاثة المعاقين وبعض الأدوية التي تخفف من معاناتهم. وهذا أكثر ما يمكنني أن أطلبه كأب؟ أدعو لكل من كان سبباً في إيصال مساعدة T-SUY إلينا. سيكون قلبي ودعواتي دائماً مع تركيا.

Bu web sitesi Türk Kızılay NakitTemelli Destek Programları Koordinatörlüğü tarafından hazırlanmıştır | Ankara, 2021