"بمساعدة T-SUY استطيع شراء المواد الغذائية دون أن أستدين"

يدعم مشروع " دعم التضامن الاجتماعي المُكمّل (T-SUY) " الأجانب الأكثر حاجة الذين يعيشون في بلدنا في تلبية احتياجاتهم الاساسية، وهو مشروع مُموّل من قِبل الاتحاد الأوروبي وتنفذه وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي.

غسان عمر ذو الـ52 عاماً، الذي اضطر للجوء مع أسرته من سوريا إلى تركيا، هو أحد المستفيدين من بطاقة الهلال الأحمر والذي يقول: أنه أصبح بمقدوره شراء المواد الغذائية بفضل مساعدة T-SUY دون أن يستدين.

عندما تذكر غسان، الذي استضافنا في منزله المستأجر في ولاية كهرمان مرعش، أيامه الخوالي قال: " كنت أنا وعائلتي نعيش حياة سعيدة وجميلة في اللاذقية حتى عام 2012. كنت أعمل كهربائياً في مصنع الحديد وأسكن في منزل أملكه، ويأتيني من الدخل ما يكفيني لإعالة أسرتي، والأهم من ذلك أن جميع أطفالي كانوا بصحة جيدة. لكن أيامنا السعيدة تعكر صفوها مع بداية الصراعات في عام 2011. وفي عام 2012 لم تعد محافظة اللاذقية مكاناً صالحاً للعيش، خاصة مع وجود أطفالٍ صغار ".

قال غسان إنهم قرروا الذهاب إلى تركيا سيراً على الأقدام لأن السفر بالسيارة لم يكن آمناً في تلك الأيام. ويتابع متحدثاً عن رحلتهم: " لم نأخذ معنا أياً من ممتلكاتنا، باستثناء الطعام وبعض الملابس التي وضعناها في حقائب ظهرٍ صغيرة لتكون أخف في الحمل وأسهل في الاختباء، وكنا نسير ليلاً لأنه كان أكثر أماناً "

ويذكر السيد غسان أن عائلته وصلت إلى تركيا دون أيِّ إصابة جسدية، إلا أنّ ولده لا يزال يعاني من اضطربات ما بعد الصدمة بسبب الأحداث التي شهدوها.

أدرك عمر أنه عندما عبروا الحدود واستقروا في المخيم، أنّ درجة حرارة ولده جواد مرتفعاً جداً والذي كان يبلغ من العمر عاماً واحداً في ذلك الوقت. قال السيد غسان "إن جواد، الذي كان طفلًا سليماً حتى ذلك الحين، قد أصيب بنزلة بردٍ أثناء سيرنا ليلاً رغم محاولاتنا لحمايته. "وعندما وصلنا إلى الخيمة، كان ولدي قد أصيب بنوبة حمّوية. واكتشفنا لاحقاً أن دماغ طفلي قد تضرر أثناء النوبة وأصبح معاقاً بسبب ذلك".

عندما لاحظت الأسرة أن هناك تطوراً ملحوظاً في وضع ولدهم بشكل يختلف عن أقرانه، قرروا في عام 2013 مغادرة المخيم الى حيث يتوفر مستشفى الدولة فانتقلوا إلى مدينة قهرمان مراش،. يقول السيد غسان: أنه سمع وحصل على معلومات عن بطاقة الهلال الأحمر أثناء زياراتهم إلى المستشفى من أجل معالجة جواد، حيث " أضاءت أنوار الأمل في حياتهم من جديد". ويتابع السيد غسان قائلاً: أنه في تلك الفترة تم قبولهم في برنامج دعم التضامن الاجتماعي SUY ، وكان أطفالهم الذين يذهبون إلى المدرسة يستفيدون من برنامج المساعدة المالية المشروطة للتعليم، واعانتهم هذه المساعدات على تسديد مصاريف الإيجار وفواتير الكهرباء والماء واللوازم المدرسية.

إلى جانب ذلك تحدث السيد غسان عن عجزه عن تغطية الاحتياجات الغذائية الأساسية للعائلة واستدانته أموالاً بسبب المصاريف الخاصة في معالجة جواد وقال: "على الرغم من تفهم أصحاب المتاجر القريبة منّا على اعتبارنا جيراناً لهم، فإن هذا الوضع لطالما أقلقني وعكّر صفوي. حتى ولو أني حصلت على فرصة في أعمال يومية وكسبت بعض المال فهذا لم يكن ليكفي لسداد ديوني. وفي هذا الوقت العصيب بدأت باستلام مساعدة T-SUY وأصبحت قادراً على تأمين الأدوية لولدي، وجلب الطعام إلى البيت دون أن أستدين. فبارك الله في كل من ساهم في تأمين مساعدة T-SUY ومدّ يد العون إلينا".