حلمي، العودة إلى أفغانستان والمساهمة في إعادة إعمار وطني
اضطر أوميد نوري وجده محمد، إلى اللجوء إلى تركيا عام 2011 بسبب الحرب الأهلية في أفغانستان، وتمكنا من التشبث بالحياة الجديدة بعزيمة قوية، محققين قصة نجاح تُلهم العديد من العائلات. أوميد، الذي جاء إلى تركيا في سن المرحلة الإعدادية، يدرس اليوم هندسة الإنشاءات، ويعود الفضل في هذا النجاح إلى جده الذي كان يعمل معلماً للرياضيات في بلاده، وإلى المساعدات التي حصلوا عليها من خلال المشاريع الإنسانية الممولة من الاتحاد الأوروبي عبر كرت الهلال الأحمر.
يروي أوميد قصته بفخر، إلى جانب جده: "كانت الحرب في بلادنا لا تنتهي. استشهد والدي عام 2011، وبقينا أنا وأمي التي لا تعمل، وأخي الصغير الذي كان وقتها رضيعًا، بلا معيل. كنت حينها طفلاً أيضًا. قبل الحرب، كان جدي معلماً للرياضيات، فأخذنا معه، وجمعنا بعض الأغراض القليلة، ولجأنا إلى تركيا. أردت أن أعمل لأساعد في إعالة الأسرة، لكن جدي قال: ’ مكانك هو المدرسة." ‘
فور إيجاد منزل للإيجار في سيفاس، قام الجد محمد بتسجيل أوميد في المدرسة، وكان يدرس معه يومياً ويساعده في أداء واجباته المدرسية. سرعان ما نال أوميد إعجاب معلميه، وبدأت أخته الصغرى أيضًا الدراسة في المرحلة الابتدائية. كانت الأسرة تحاول تأمين معيشتها من خلال بعض الأعمال الصغيرة التي تديرها الأم والجد من المنزل. لكن بعد فترة قصيرة، أصيب الجد محمد بأزمة قلبية، ومنعه الأطباء من العمل بشكل نهائي.
في تلك الفترة الصعبة، دخلت مساعدات كرت الهلال الأحمر حياتهم. يروي أوميد تلك الأيام قائلاً: "علمت أن كرت الهلال الأحمر هو برنامج مساعدات للأجانب المضطرين للجوء إلى تركيا، يموله الاتحاد الأوروبي. تقدمت أمي بطلب باسم العائلة، وتم قبولنا في مشروع T-SUY (مشروع الدعم التضامن الاجتماعي المكمل). بفضل المساعدات الشهرية التي حصلنا عليها من هذا المشروع، تمكنا من شراء أدوية جدي بانتظام، مما خفف قلقي وزاد من عزيمتي على الدراسة. لم أضطر لترك المدرسة، وفي النهاية التحقت بجامعة جمهوريات – كلية الهندسة المدنية."
يواصل أوميد، إلى جانب دراسته، العمل في مواقع البناء لتطوير خبرته العملية. وعن حلمه في المستقبل يقول: "الدمار يجلب الظلم، لكنه كما يقول جدي، يخلق أيضًا بداية جديدة. لقد التحقت أختي أيضًا بالجامعة. أما أنا، فأحلم بالعودة إلى وطني كمهندس مدني، والمساهمة في إعادة إعمار أفغانستان وجبر جراحها. أتقدم بالشكر، نيابة عن عائلتي، لمشروع T-SUY الذي منحنا الأمل والعزيمة."
يُموَّل مشروع الدعم التضامن الاجتماعي المكمل (T-SUY) من قِبل الاتحاد الأوروبي، ويتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية والهلال الأحمر التركي.