KIZILAYKART Facebook


"أحكي لحفيدي عن أيامنا السعيدة في سوريا بدلًا من قصص الخيال"


عائلة رنّان هي واحدة من العديد من العائلات السورية التي فقدت منازلها بسبب الحرب، وجاءت إلى تركيا نتيجة حاجتها للعلاج والرعاية الصحية. ثلاثة أجيال اجتمعت في منزل مستأجر في أنقرة: الجد منير رنّان (55 عامًا)، وطفلاه من ذوي الإعاقة الشديدة، وعائلة ابنه بشّار، يواصلون معًا كفاحهم من أجل الحياة.


في عام 2014، بعد أن دُمّر منزلهم في سوريا إثر قصف جوي، ربط منير طفله محمود –الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 10 سنوات– على ظهره، وحمل ابنته فاطمة التي لم تكمل عامها الأول بعد، وسار بهم على الأقدام حتى وصل إلى الحدود التركية.


"يقول منير: "بعض العائلات تمكنت من أخذ بعض الملابس معها، لكن من يملك أطفالًا من ذوي الإعاقة يعرف مدى أهمية عربة الأطفال. ولكني، لأنني كنت مضطرًا لحمل طفليّ، لم آخذ حتى طعامًا معي كي لا يثقل الحمل."


كانت شقيقته وابنه بشار –الذي يعمل في قطاع الأثاث– قد سبقوه إلى أنقرة. ويضيف منير: "كنت أعتقد أن ابني السليم قادر على العمل وكسب رزقه في أي مكان، لكن بدء حياة جديدة مع طفلين من ذوي الإعاقة لم يكن أمرًا سهلًا، لذلك بقيت في سوريا. ولكن بعد أن فقدنا منزلنا، لم يكن أمامي خيار سوى اللجوء إلى تركيا."

وبمجرد وصوله إلى تركيا، كان أول ما فعله هو البحث عن سبل دعم أطفاله. وفي اليوم الذي وصل فيه إلى أنقرة، دخل مقهى إنترنت وبدأ يبحث على جهاز الحاسوب عن معلومات تتعلق بوضعه، فصادف برنامج كرت الهلال الأحمر.


"أنا بطبعي شخص فضولي. عندما رأيت كرت الهلال الأحمر بدأت على الفور بالبحث عنه. ذهبت إلى مؤسسة التضامن الاجتماعي وقدّمت طلبًا. وقيل لي إنه بإمكاني الاستفادة من برنامج الدعم التضامن الاجتماعي المكمل بسبب أطفالي من ذوي الإعاقة. ومن خلال بحثي على الإنترنت، علمت أن هذا الدعم يتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي، ويصل إلينا بفضل وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية والهلال الأحمر التركي. جزاكم الله خيرًا جميعًا."




الآن، لم يعد منير قادرًا على العمل لأنه يقضي يومه بالكامل لرعاية أطفاله. تعيش العائلة بدعم من دخل ابنه الأكبر الذي يعمل في قطاع الأثاث، ومن خلال المساعدة المقدمة عبر برنامج الدعم التضامن الاجتماعي المكمل وبفضل هذه المساعدات، يمكنهم مواصلة علاج الأطفال وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وبينما يروي كيف أطلق ابنه اسم "منير" على حفيده عندما وُلد، تدمع عيناه ويقول: "نسميه منير الصغير. لا أحكي له القصص الخيالية، بل أروي له عن أيامنا السعيدة في سوريا."


ويختتم منير حديثه بمشاعر الحنين لسوريا، متحدثًا عن حلمه للمستقبل: "لم يعد لي بيت أعود إليه هناك، لكن عندما تتحسن الأوضاع في سوريا، أود أن أشتري كرفانًا وأعيش من جديد في وطني. أتمنى أن يحصل حفيدي على تعليم جيد، وأن يساهم في إعادة سوريا إلى أيامها الجميلة."


يُذكر أن مشروع الدعم التضامن الاجتماعي المكمل يتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي، وينفَّذ عبر بطاقة الهلال الأحمر بالتعاون بين وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية والهلال الأحمر التركي.

Bu web sitesi Türk Kızılay NakitTemelli Destek Programları Koordinatörlüğü tarafından hazırlanmıştır | Ankara, 2021