" مساعدة دعم التضامن الاجتماعي المُكمّل T-SUY مهّدت الطريق أمام حلمي بالعمل والإنتاج مرةً أخرى"
يوجد بين الأجانب الأكثر ضعفا الذين يعيشون في بلدنا، أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً. إنّ مشروع دعم التضامن الاجتماعي المُكمّلT-SUY الذي يُموّل من قبل الاتحاد الأوروبي ويُنفذ بالتعاون بين وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية والهلال الأحمر التركي يعطي الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الأمل بالمستقبل أيضاً، وذلك عن طريق الدعم الذي يقدمه. إنّ "حلميَ الأكبر هو العمل والإنتاج" عبارةٌ قالها السوري محمد العجوز (40 عامًا) المستفيد من مساعدة T-SUY أثناء شراء كرسيه المتحرك.
فقد محمد العجوز قدرته على المشي بسبب إصابة عموده الفقري أثناء الاشتباكات في حلب في عام 2013. ويصف السيد محمد تلك الأيام قائلاً:
" اعتباراً من عام 2012 كانت لحظات النظر إلى مشاهد المنازل التي تحولت إلى أنقاض بعد الاشتباكات لحظات عادية في الحياة اليومية لسكان حلب. وكان جيراننا يفرون إلى محافظات أو دول أخرى، أما نحن فلم نرد مغادرة منزلنا لعلّقنا به. وفي أحد الأيام حصل انفجار في الشارع الذي أمام منزلنا مباشرة، وشعرنا بارتجاج كبير حيث أصبتُ بجروحٍ في نخاعيَ الشوكي. ومنذ تلك اللحظة لم يعد لدي خيار البقاء أو الذهاب، حيث كان والدي قد طلب سيارة الإسعاف من أجلي ".
"بدل أن يستمتع والدي المسن بإحساس الجد، أصبح أبًا من جديد"
نُقل السيد محمد إلى سيارة إسعاف تركية بعد أن وصل إلى الحدود بسيارة إسعاف سورية، والذي هرع لمساعدته وبقي معه أثناء خضوعه لعملية جراحية طارئة في مستشفى هاتاي الحكومي هو والده السيد عارف، وقال السيد محمد: "أخبرني الأطباء أنني قد أفقد قدرتي على المشي، لكن قلقي الوحيد كان على زوجتي وأولادي الذين بقوا في سوريا". ثم عاد السيد عارف الذي كان يبلغ من العمر حينها 64 عامًا إلى حلب بعد العملية، وأخذ زوجة ابنه وأحفاده وأسكنهم في المخيم في أنطاكيا. وتابع السيد محمد التعبير عن مشاعره قائلاً: "استضاف والدي جميع أحفاده الأطفال في منزله، وسعى لمواساتهم وحاول توفير بيئة آمنة لهم. لقد أصبح أباً لي ولأولادي من جديد في سنٍّ كان يتبغي عندها أن يستمتع كونه جدّاً".
"أنا متفائل بفضل T-SUY"
عاشت عائلة العجوز في المخيم الموجود في مدينة أنطاكيا لمدة عام تقريبًا طوال فترة المعالجة الفيزيائية للسيد محمد. انتقلت عائلة السيد محمد إلى كهرمان مرعش من أجل العمل ولعدم ملاءمة ظروف المخيم للعيش على كرسي متحرك. يقول السيد محمد بأن أسعد ذكرياته في تركيا هي الأيام الأولى من استأجارهم لمنزلهم حين قدم جيرانهم لهم مساعدات الملابس والغذاء. وفي الفترة نفسها كان قد سمع ببرامج بطاقة الهلال الأحمر من أحد موظفي الهلال الأحمر التركي، حيث قام بتقديم الطلب بسهولة، وبدأت عائلته في الاستفادة من برنامج دعم التضامن الاجتماعي SUY، وأبنائه الذين التحقوا بالمدرسة من برنامج المساعدة المالية المشروط للتعليم. وفي عام 2021 بدأت عائلة العجوز تستفيد من مشروع دعم التضامن الاجتماعي المُكمّل T-SUY .
قال السيد محمد "العمل هو أكبر أمنيتي"، ويشعر بأنه أقرب إلى حلمه بفضل مشروع T-SUY. وقال أنه حصل على كرسي متحرك جديد يسمح له بالتحرك بأمان في الشارع بفضل مساعدة T-SUY ، وأضاف أنه كان من المستحيل بالنسبة لي الحصول على وظيفة أو عمل باستخدام الكرسي المتحرك القديم، لأنه كان مناسبًا للاستخدام المنزلي فقط". وأصبح بإمكاني الخروج بفضل الكرسي المتحرك الجديد، والعمل في مناطق مسطحة مثل السوبر ماركت. يقول الأطباء أن هناك تطورات في مجال جراحة الأعصاب أيضًا. إنّ مساعدة دعم التضامن الاجتماعي المُكمّل T-SUY تعينني على مواصلة علاجي والتطلع إلى المستقبل. أمنيتي الأكبر هي إعالة أسرتي من خلال العمل والإنتاج كما كان من قبل. أنا ممتن لمشروع T-SUYالذي مهد لي الطريق لتحقيق هذه الأمنية الطلب".