KIZILAYKART Facebook


”بمساعدة T-SUY أستطيع تأمين احتياجات ابني المصاب بالتوحّد“


يمكن تحسين حياة الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد بسبب الاختلافات التنموية من خلال التعليم الخاص والدعم الطبي. إنّ مشروع دعم التضامن الاجتماعي المُكمّل T-SUY المُموّل من قبل الاتحاد الأوروبي والذي تنفذه وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي، يُمكّن الأجانب الأكثر حاجةً في بلدنا للوصول إلى الخدمات التي يحتاجونها بسهولة أكبر. تماماً مثل عائلة جبس، التي يمكنها الآن تلبية الاحتياجات الخاصة بانتظام لابنهم هاشم المصاب باضطراب طيف التوحد.


شارك معنا السوري أحمد جبس (47 عاماً) في منزله في كهرمان مرعش قصة قدومهم من حلب إلى تركيا عام 2013 مع زوجته وابنه هاشم وأطفاله الآخرين.


”الوضع الذي كنا نعتقد أنه سيدوم، أصبح ذكرى“


يقول السيد أحمد بأنه كان إماماً في سوريا، وأنه تم تخصيص منزل لأسرته بالقرب من المسجد، ويتابع قائلاً: "كانت الحياة جميلة بالنسبة لنا في بلدنا حتى الأزمة. كان لدي عمل منتظم، وحياة منزلية تناسب احتياجات ابني هاشم. كان أطفالي الذين بدأوا المدرسة ناجحين في دروسهم. هاشم، الذي كان طفلاً هادئًا جدًا عندما كان محيطه هادئًا، كان وما زال قرة عين عائلتنا. لقد حولت الأزمة والاضطرابات أيامنا في حلب والتي كنا نعتقد أنها ستدوم إلى ذكريات".


تستيقظ عائلة جبس ذات صباح على صوت أعلى من المعتاد، وعندما نظروا من النافذة رأوا أن المسجد الذي كان يعمل فيه السيد أحمد إماماً قد تحول إلى أنقاض. وبعد الصعوبات التي واجهتها عائلة جبس اضطرت للهجرة إلى تركيا حيث تم وضعهم في أحد مراكز الإيواء المؤقتة. يصف السيد أحمد ذلك اليوم الذي كان سبباً لبدء حياة جديدة لهم في تركيا ويقول:


"كانت حركاتنا مثل ردود أفعال. أتذكر أنني حملتُ هاشم الذي دخل حديثاً في السادس من عمره، وقفزتُ به إلى الخارج ووضعته في السيارة. أما زوجتي فقد اصطحبت أطفالنا الآخرين. تلك اللحظة، كانت آخر مرة نخرج فيها من منزلنا. فلو تباطأنا قليلاً للحصول على أدوية هاشم وبعض ممتلكاتنا، لبقينا تحت أنقاض منزلنا".


"علينا أن نتعود على الوضع الطبيعي مرة أخرى"


يقول السيد أحمد: أن الحياة التي عاشوها في المخيم كانت في وسط فيض من مشاعر الامتنان والخوف والقلق والمفاجآت المتشابكة مع بعضها ويتابع قائلاً: "كنا نفتقد حتى أبسط مقومات الحياة / أبسط الاحتياجات كنا نفتقدها في العام الأخير في سوريا. نادرا ما تصل الكهرباء والماء إلى المنازل. كانت الطائرة تحلق باستمرار في سماء المنطقة، علينا أن نتعود على الوضع الطبيعي مرة أخرى.


واجهت عائلة جبس التي اضطرت للبدء بحياتهم بأكملها من الصفر صعوبات مختلفة عن العديد من العائلات الأخرى، لأنهم لم يتمكنوا من أخذ الأدوية التي قد يحتاجها هاشم أثناء الهروب. بالإضافة إلى ذلك يواجه هاشم مشاكل وصعوبات في التكيف حتى مع أبسط تغيير في نمط أو نظام حياته، حيث ازادت مشاكله العصبية بشكل أكبر عندما انتقل من المنزل إلى حياة الخيام. وبينما كانت بقية أفراد الأسرة يتغلبون على آثار الصدمة يومًا بعد يوم، بدأ هاشم يزداد صعوبة يوماً بعد يوم.


عَلِمَ السيد أحمد من مسؤول تركي يعمل في الهلال الأحمر في المنطقة التي تتواجد فيها خيامهم، أنه يمكنه تلقي خدمات من المستشفى الحكومي في كهرمان مرعش بشأن ولدهم المصاب بالتوحد، وأنه يمكنه تقديم طلب إلى برامج بطاقة الهلال الأحمر هناك وقال: " كان يجب علينا في أقرب وقت ممكن أن نستقر في منزل بحيث يمكننا أن نقدم أو نؤسس الحياة التي اعتاد عليها ابني هاشم".


"من يدري، لعل هاشم يحكي قصته في المرة القادمة "


ذهب السيد أحمد في ذاك الشهر مباشرة إلى كهرمان مرعش واستأجر منزلاً وتقدم بطلب إلى بطاقة الهلال الأحمر، حيث يصف مشاعره ويقول: "بفضل بطاقة الهلال الأحمر تمكنّا من دفع أجار منزلنا. سجلت أولادي في المدرسة وأخذت ابني إلى المستشفى. وكما يقول الأطباء فإن ابني هاشم يحتاج إلى رعاية خاصة وبشكل منتظم. فعلى الرغم من أنني بذلت قصارى جهدي كأب، فقد مرّت بعض الشهور لم أتمكن فيها من تلبية احتياجات ابني. ولله الشكر جاءت مساعدة T-SUY في الوقت المناسب، حيث بفضل المساعدة الشهرية لمشروع T-SUY يمكننا بسهولة تحمل تكاليف علاج ابني. أعتقد أن ابني وجميع الأطفال الآخرين المصابين بالتوحد هم ملائكة على الأرض. ابني، هبة من الله لي. يبلغ هاشم الآن من العمر 14 عامًا، ويزداد تطوره الاجتماعي والعاطفي يومًا بعد يوم. من يدري، في زيارتكم القادمة لعل هاشم يتحدث معكم ويحكي لكم قصته. حتى ذلك الحين، أود أن أشكر نيابة عن هاشم وعائلتي لكل من قدم لنا هذه المساعدة ".

Bu web sitesi Türk Kızılay NakitTemelli Destek Programları Koordinatörlüğü tarafından hazırlanmıştır | Ankara, 2021